طلاب جامعة الإسكندرية تتألق في ليلة إبداعية و مسرحية خاصة
Alexandria University students shine in a special creative and theatrical night
_كتب الكاتب الصحفي محمد جابر 🇪🇬
Written by journalist Mohamed Jaber
في إطار دعم الأنشطة الفنية والثقافية داخل الحرم الجامعي نظمت كلية التربية بجامعة الإسكندرية فعالية مميزة علي مسرح مدرسة صلاح الدين الدولية شهدت عرض العمل المسرحي يا طالع الشجرة وسط حضور متميز من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وقد شهدت الفعالية تألقا من الأستاذة الدكتورة أماني الصاوي والأستاذة الدكتورة هيام حسين اللتين كان لأدائهما بالغ الأثر في دعم وتشجيع الطلبة المشاركين
يعد هذا العمل المسرحي نتاج جهود طلابية أكاديمية وإبداعية متكاملة جمعت بين الفن والتخصص ليكون نموذجا على توظيف الدراما في خدمة العملية التعليمية وتوسيع آفاق التفكير النقدي لدى الطلبة.
يعتبر العرض المسرحي لطلاب كلية التربية – بجامعة الإسكندرية تجربة اولى من نوعها على خشبة المسرح التجريبي. حيث عرضت الدكتورة هيام حسين عرضين مسرحيين في آن واحد، احدهما باللغة الإنجليزية لمسرحية في انتظار جودو
(Waiting for Godot)
by Samuel Beckett للكاتب الأيرلندي صامويل بيكييت (١٩٥٢) من مسرح العبث و ) مسرحية يا طالع الشجرة لتوفيق الحكيم (١٩٦٢) من مسرح اللامعقول Tree Climber
بسؤال دكتور هيام عن فكرة المسرح التجريبي وتجربة يا طالع الشجرة
أوضحت فكرة تقسيم المسرح لقسمين من اليسار تعرض مسرحية في انتظار جودو ، وجهة اليمين مسرحية يا طالع الشجرة ، كل مسرحية قسمت لأربع مشاهد تبدء بأول مشهد من الاولى وننتقل بعدها للثانية بالتبادل. فيسهل على المشاهد معرفة الفرق بين المسرحيتين (العبث) و(اللامعقول) .
مسرح العبث يجسد افكار تطرح دوما في مسرح العبث
الوجودية معاناة البشر و عدم وجود معنى للحياة و إنكار لوجود الإله وان انتظارهم للمخلص عبث. كما يمتاز المسرح بإسقاطات سياسية لنظم حكمت العالم و خاصة نظام الشيوعية في روسيا تحديدا حيث تتمثل في شخصية رئيسة في العمل فلاديمير لينين و كيف ان هذا النظام الذي تخلص من حكم القياصرة والطبقية للنظام الشيوعي والذي تحول لمجرد شعارات حيث أغرقوا الشعب في فقر مدقع و معاناة اكثر مما كانوا عليه. و يمثل استراجون الطبقة الكادحة والمعدمة من الشعب. لينتقل بعدها لنظام استعمر العالم و جعله كتلة مستعمرة خاضعة لحكمه وهذا النظام متمثل في الرأسمالية ويمثلها شخصية بوزو في اسقاط على جودو اي ان الإله هو من يملك المال ليمثل ( لاكي) الكتلة المستعمرة، التي فرض المستعمر فكره و سيطرته فجعله خانع له للأبد. والاحداث كلها ترمي لان الحياة رتيبة مملة عبثية والانتظار بلا جدوى فما لا تراه العين و لا تسمعه الأذن لا يعتد به، و خلال الانتظار يطرحون مواضيع عبثية من انتظار المخلص و معاناة الشعب متمثلة في حذاء ( استراجون) الذي يضيق به و لا يستطيع ان يتخلص من حياة الفقر. وينتهي المطاف ان انتظارهم عبث ليأتي طفل برسالة من جودو بانه لن يأتي اليوم و سيأتي غدا.
الشجرة رمز في المسرحيتين: الاول – شجرة جرداء بلا ثمار و أيضا رمز للصليب والانتظار العبثي فهي شجرة يمر بها اليائسين والبائسين و المطحونين، في حين ترمز شجرة الحكيم للأمل فالانتظار هنا بأمل ان تتغير الاحوال وذلك يتناسب مع الشرق و معتقداه وهنا يا طالع الشجرة ايضا تحمل اسقاط سياسي و هو ظهور الاشتراكية كنظام مقبول . و هنا عرضت وجهة نظري في الرمز، فالبطل هنا بهادر أفندي صاحب الحلم و مع ان حلمه لا معقول إلا أنه لم ييأس. فهو يحلم بشجرة تطرح كل انواع الثمار والطرح مستمر طوال العام. هنا صاحب الحلم ( الرئيس جمال عبد الناصر) و حلمه بالشجرة هو حلم الوحدة، و الوحدة مع سوريا التي أجهضت ولم تتم حيث تظهر بهانة زوجته انها كانت زوجة لرجل كان وقتها رافضا للإنجاب لضيق الحال والفقر فأرغمها على إجهاض ابنتها متعللا بالفقر و عندما مات، تزوجها بهادر و قد بلغت من العمر خمسين عاما ففقدت فرصها في الإنجاب. و مع ذلك فهي طول الوقت تحلم بابنتها بهية التي لن تلدها. فاختلط حلمه بحلمها . و جعلها سمادا لتحقيق حلم الوحدة.
ليجسد معنى اللامعقول بنى توفيق الحكيم فكرة المسرح على أغنية فلكلورية و هي: " يا طالع الشجرة.. هات لي معاك بقرة.. تحلب و تسقيني بالمعلقة الصيني.. المعلقة انكسرت يا مين يربيني"
و هنا لا بقر يتسلق الشجرة والحلب للثمار والخير المنشود من الوحدة.
بسؤال دكتور هيام
كتابات توفيق الحكيم باللغه العربيه الفصحي لماذا جاء العرض باللغه الصعيدية
هنا جاءت كلماتها فاسردت
كان لي رؤيا في كتابة الحوار و تحويله من اللغة العربية للهجة الصعيدية المصرية حتى يتسنى للمشاهد الاستمتاع بالرمز و فك رموزه.
مسرحية في انتظار جودو كانت مقررة على طلاب قسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية جامعة الإسكندرية و بعد الانتهاء قمنا بعمل دراسة مقارنة بينهما و بناء على رغبة طلابي في تجسيدها على المسرح واتتني فكرة دمج المسرحيتين تحت مظلة المسرح التجريبي. تقريبا استغرقنا وقت عشرة أشهر من التدريب و التحضير. أتمنى يرى الجميع ان طلابنا قادرون بتميز للتذوق الادبي والأداء المسرحي بما يليق بهم كنواة لصالوننا الذي يخرج ما في جعبة طلابنا من مهارات تتنوع بين التحليل النقدي والأداء المسرحي و الترجمة وكتابة سيناريوهات والإبداع في كل الجوانب. والفضل كل الفضل لرئيس قسم اللغة الإنجليزية الاستاذة الدكتورة أماني الصاوي في اتاحة الفرصة لي و للطلاب لإظهار مواهبهم. اتمنى ان اكون قدمت ملخصا لما قدمنا.
د. هيام حسين أستاذ الأدب بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية
0 تعليقات