A dazzling theatrical performance by Alexandria University students at the Freedom Theatre
عرض مسرحي مبهر لطلاب جامعة الأسكندية بمسرح الحرية
كتبت بروفسير هيام حسين مصر 🇪🇬
بالأمس قام طلاب الفنون المسرحية بأداء عرض مسرحي على مسرح الحرية في مركز الإبداع بالعطارين في الإسكندرية. العرض المسرحي للكاتب البريطاني
(توم ستوبارد-التشيكي الأصل)
و صديقه المؤلف الموسيقي و قائد الأوركسترا
( أندريه بريفين – أمريكي-الماني الاصل)
(Every Good Boy Deserves Favour)
الاولاد الطيبون يستحقون العطف))
ولقد تم ترجمة المسرحي
وهنا اختلافي مع هذه الترجمة حيث اردت ان تترجم بنحو عاكس لموضوع المسرحية. وهنا سأضع الترجمة التي اردتها لتفسير البناء الدرامي للعمل:
( الأولاد الصالحون يستحقون الفضل)
و ذلك ان العنوان يعتبر جملة تذكيرية لنوتة موسيقية لدى الغرب فكل بداية كلمة يؤخذ حرف ليذكر العازف بالنوتة الموسيقية في التأليف الموسيقي فتصبح:
(Every Good Boy Deserves Favour)
(E) (G) (B) (D) (F)
فتصبح الجملة التذكيرية
و لكي ابسطها للقارئ عندما كنا نأخذ في حصص اللغة العربية في النحو جملة تذكرنا مثلا الحروف التي تسبقها ال الشمسية كنا نحفظ جملة مكونة من كلمات اول حرف من هذه الكلمات يعتبر من الحروف التي تدخل عليها ال الشمسية
وعدد الحروف أربعة عشرة حرفا(١٤) و الجملة التذكيرية هي:
"طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفًا للكرم"
و جملة اخرى تحتوي على اربعة عشرة حرف (١٤) و هي :
"ابغ حجك وخف عقيمه"
وهنا يأتي الموضوع الذي بني عليه النسق الدرامي والذي كان عبارة عن اسقاط سياسي على حقبة الفكر الماركسي و الثورة على حكم القيصرية ( الإقطاعي) للحكم الثوري الماركسي الذي أغرق روسيا في فقر مدقع وان الثورة لم تأتي بخير وأصبحت السجون ملئ بالمساجين اصحاب الفكر الذي يندد باي حكم أو نظام فيه استعباد للعقول و استحواذ على الفكر والتمسك بالسلطة الحكم أكثر من مراعاة ظروف الشعب الذي كان يموت وقتها في طوابير الخبز. وهنا اردت استخدام الأولاد الصالحون ( من يفكرون-) لا الطيبون
( عامة الشعب الذي يمنعه جوعه من التفكير)
اصحاب الفكر لا يمكن نعتهم بالطيبين، و إنما نقول انهم اناس صالحين، الا يستحق كل صالح الفضل؟ نعم فضل الاستماع لآرائه، و مناقشة فكره، و احترام آدميتهم
المسرحية تعتبر تجسيد لشخصيتين يعتبران منشقان سياسيان سوفييت احدهما فيكتور فاينبيرج والآخر فلاديمير بوكوفيسكي.
في فترة و حقبة زمنية من الخمسينيات، عانت روسيا
الاتحاد السوفيتي بثورة قام بها الماركسيين، والتي وقتها كانت بمثابة ضوء امل للشعب للخروج من الفقر والعوز، و ظن المثقفين أن الخير آت مع تلك الثورة وأن آفاقا جديدة للفكر و الوعي سوف تتفتح لأصحاب الفكر والقلم. لكن ليس دوما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. فقد فتحت المعتقلات بواباتها ولم يقتصر الامر على الاعتقال بل تخطاه لإيداعهم في مشافي الأمراض العقلية والنفسية؛ و هناك إما ان ينسوا كل ما كان لهم من فكر او ان يصابوا بالجنون الذي يودي بحياتهم . و هنا تبدأ المسرحية ببقة ضوء مسلطة على شاب ممسكا بيده مثلث موسيقي ،
و يجوب ارجاء المسرح الذي كان بين الجمهور و المسرح الفعلي يجلس عليه بقية الممثلين ( الأوركسترا) مجموعة من الموسيقيين على البيانو والكمان والكونترباص والآلات الإيقاعية. (إيفانوف) شاب في الاصل قائد أوركسترا عظيمة و مؤلف موسيقي، وضع في السجن أولا لان آرائه المعادية للنظام وعندما تلقى تعذيبا في السجن اصيب بالفصام فاعتقد أن ( ألكسندر) نزيل آخر معه في المصحة النفسية التي نقل إليها لأنهم كما يزعمون ان السجين مصاب بالفصام؛ وما ألكسندر سوى إيفانوف الذي يمثل الحقيقة التي يريد نسيانها حتى ينجو. صراع بين إيفانوف الذي اعتاد قيادة أوركسترا كاملة والذي يحركه حسه الفني للإحساس بالبشر والذي يؤمن ان من كان قلبه لا يحب الموسيقى لا يمكن ان يرتقي لدرجة إنسان وأن إنسانيته معطوبة . وهنا يبدأ الصراع بين حقيقته و ما يريدونه ان يكون عليه. والأوركسترا تلعب دورا رئيسا في المسرحية حيث تتكرر الجملة الموسيقية في كل مرة تنشط فيها شخصية إيفانوف وتلك الجملة الموسيقية
والتي تساعد على تذكيره بها جملة EGBF
Every Good Boy Deserves Favour
وهنا يتذكر ألكسندر كيف التقى بزوجته صوفيا في خضم الثورة و كيف انهما اكملا مشوارهما معا وان الفقر اشقاهما و أتعبهما حتى انهما اصبحا يعترضان على النظام هو بتأليف الموسيقى وقيادة الأوركسترا وهي بالغناء حتى زج به في المعتقل وهي لحقت به؛ لتضع توأما في السجن وتنتقل للرفيق الأعلى ويعيش طفل و يموت آخر.
ساشا هو ابن ألكسندر و صوفيا والذي طوال فترة دراسته تحاول معلمته ان تقنعه بان ابيه مريض مرضا عقليا وأنه إن لم ينتبه لأفكاره سيكون مصيره كأبيه
( إن ظل مصرا ان ناتج الجمع بين واحد وواحد يساوي اثنان وأن الإجابة التي تريدها المعلمة ثلاثة)
وهنا يجب ان انوه عن نجما شابا لامعا يقوم بأدوار ثلاث : المعلمة- الكولونيل- الطبيب
الشخصيات الثلاث تمثل النظام و هم عوامل تريد محو ذاكرة إيفانوف و تثبيت ذاكرته على أنه ألكسندر الذي لا يعرف شيئا عن الموسيقى
شاب ابدع في سرعة الدخول في الشخصية مع اختلاف كل منها؛ ابدع في تغيير نغمة الصوت واعطائنا الإيحاء انه امرأة عندما قام بدو المعلمة. تنتهي المسرحية على موت إيفانوف و حاول ساشا إنقاذ ابيه من الموت بان يغير قناعاته إلا أن موت ابيه رده لأفكاره و تمرد و كفر بكل ما يأتيه و مخالف لقناعاته. و هنا الطفل استطاع أن يغتصب دموع المشاهدين بتلقائية أدائه و حضوره وصدقه. أما إيفانوف حالة تستحق التوقف، بانتقاله برشاقة من اسفل خشبة المسرح إلى اعلها ليظل في حيز المثلث الذي يمثل هويته. أعجبني بأدائه و تمكنه من قيادة العازفين واسكاتهم ورمي الكرة لألكسندر و بدوره ألكسندر يمررها إليه. نصل لألكسندر الذي نجح في البداية ان يقنع الحضور انهم شخصيتين لنكتشف بعدها ان الإثنين شخصية واحدة . فبهدوئه و رصانة الأداء بالفعل يمثل الجانب الخاضع الذي يمكنه تغيير رأيه على خلاف طبيعته (إيفانوف) المصر على رأيه والرافض للخنوع. تأتي في النهاية صوفيا بصوتها الملائكي و ادائها السهل الذي يجعلها تدخل القلب دون استئذان. فريق عمل يستحق التقدير بداية من كتابة نص واشعار و الحان و ديكور و تمثيل. شهادة تقدير لجميع القائمين على العمل .
0 تعليقات