صراع زائف
تأخذنا الحياة بدوامتها وصخبها و صراعاتها فنتوه فيها و نضيع و نتخبط في ظلامها.. تسيل دموعنا على فقد أقرب الأقربين.. سواء بموت أو خصام أو هجران.. و نعيش نصف حياة.. فلا نستمتع بما يفرح القلوب من متع الدنيا و لا نهنأ بشيء.. لأن الأفكار تظل تراودنا في كل وقت فتقطع علينا طريق سعادتنا و هنائنا.. و تأخذنا العزة بالإثم فنقسم أن نصر على موقفنا و نأخذ قرارات صارمة و قاطعة أن نركن إلى وحدتنا و عزلتنا.. و نجمل تلك العزلة في مخيلتنا و كأنها الملاذ الوحيد من تلك المواقف التي أتعبتنا و أرهقتنا.. تتحجر الدموع في مآقينا.. و نطلق الزفرات الحارة.. و نتحسر على كل ما فات.. و نردد المثل القائل ( إللي ما ينفعني ف حياتي.. يوفر دموعه يوم مماتي ) لكننا بذلك نكون قد أوقعنا أنفسنا في مأزق كبير.. فنحن حين نموت نحتاج لكل دعوة حتى و لو من أعدائنا.. أو من الغرباء الذين لا يعرفوننا.. لأننا نكون في موقف وهن و ضعف .. لا حول لنا و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.. سبحانه.. و لو خيرنا وقتها بين الخصام و التسامح.. لتسامحنا.. لكن للأسف الشديد.. فات الأوان.. و ظهرت الدنيا على حقيقتها المؤلمة.. و عرفنا أنها سراب مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء.. و تنتظرنا دنيا أخرى حقيقية.. مهدنا لها كل منا بما استطاع.. فمن زرعها خيرا.. سيجده.. و من زرعها شوكا أيضا سيجده.. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة جميعا..
أحلام شحاتة أبو يونس
0 تعليقات