قراءة تحليلية رائعة لنص "بائع الاوهام " بقلم الناقد والمستشار الادبي ب ديلي جراف نيوز عربيه المبدع الجزائري الاستاذ Omrane Mustapha
يا بائع الأوهام
ما عاد قلبي سُكتاك
ودنيا العشاق منك براء
بضاعتك خداع وزيف
من يا ترى يشتري الاوهام!؟!!
كاسدة بضاعتك
ألق بها في زوايا روحك
عسى تملأ بها أركان الخواء
فلا قلبي يرضى
بمن طينته الكذبُ
ولا يأْمن من باع مشاعر ه
للريح تأخذها أينما تهبّ
يا بائع الأوهام
اتراك تطفئ نور القلب
إن غبت وأتيته بالاعذار!!
أتراكَ تجفّف نبع الحبّ
إن فارقته في صمت
وبصدق نبضه لم تبال
لا والله
ما أطفأته طعنةُ غدرك
وداء الوجع ما أصاب خافقي
من بعدك شعّت أنواره اكثر
وتوارى شبح حبّّك
خلف ستار الظلمات
روائح الزّيف خانقة
ونار حبّك باتت رماد
فاحمل وزر أوهامك
وامضي بعيدا بعيدا
فلستُ عن رحيلك آسفة
ارتدي ما شئت من ألوان عُتْمتك
وأودعْ قلبك الظلام والسّراب
مازال نبضي مزهرا
لم يغادر ضفاف الحبّ
بقلمي نجوى عزالدين تونس 🇹🇳
القراءة التحليليةللأستاذ عمران مصطفى
تحليل: يا بائع الأوهام للأخت نجوى عز الدين من تونس
النص الذي قدمته هو قصيدة مليئة بالعاطفة والتمرد على الخداع والأوهام. من خلاله، يتوجه الشاعر إلى شخص وصفه بـ "بائع الأوهام"، وهو عبارة عن استعارة للشخص الذي يبيع الأكاذيب والمشاعر الزائفة. هذه القصيدة تُعبّر عن الصراع الداخلي للشاعر بعد خيبة أمل في حب لم يكن سوى خدعة.
التحليل الفني للنص:
1. اللغة والأسلوب:
- الأسلوب الخطابي: بداية من العنوان "يا بائع الأوهام"، نجد أن الشاعر يخاطب مباشرة الشخص الذي يشعر بأنه خدعه. هذه الطريقة في الخطاب تعطي النص بعدًا شخصيًا وحميميًا.
- الصور الشعرية: هناك استخدام مكثف للصور المجازية مثل "كاسدة بضاعتك"، و"ألق بها في زوايا روحك"، وهذه الصور تضفي على النص طابعًا دراميًا يعكس شعورًا بالخذلان والانكسار.
- التكرار: الشاعر يعيد استخدام عبارة "يا بائع الأوهام" عدة مرات مما يعزز من التوبيخ والشعور بالاستنكار تجاه الشخص الآخر.
2. الموضوع والمحتوى:
- الخذلان والخيبة: يُعبّر النص عن إحساس عميق بالخيانة وعدم الرغبة في العودة إلى علاقة مليئة بالكذب والخداع. الشاعر يرى أن الحب الذي كان يعيشه كان محض "أوهام" وأنه لا يليق به.
- التمرد على الخداع: في كثير من المواضع، نجد الشاعر يتحدى الخداع ويعلن عن قوته الداخلية بعد الخيانة. فالرغم من "طعنة الغدر" إلا أن قلبه لم يطفأ، بل ازداد إشراقًا بعد رحيل الحبيب.
- النهاية القوية: في النهاية، يتخذ الشاعر موقفًا حاسمًا، حيث يعلن أنه لا يأسف على رحيل هذا الشخص وأنه سيواصل حياته بعيدًا عن الأوهام التي حاول الآخر أن يبيعها له. النص يُختتم برسالة قوية من الثقة الذاتية والتمسك بالحب النقي.
3. المواضيع الرمزية:
- الأوهام والسراب: تكرار الإشارة إلى الأوهام، الخداع، والسراب يظهر أن الشاعر كان يعيش في وهمٍ عاطفي، لكنه الآن أصبح أكثر وعيًا بما يحيط به.
- الضوء والظلام: النص يعبر عن تحول داخلي من الظلام إلى النور، كما يظهر في تعبيرات مثل "شعّت أنواره أكثر" بعد الطعنة.
- الحب الحقيقي: في نهاية النص، يتضح أن الشاعر لا يزال متمسكًا بمفهوم الحب الصادق والنبيل، كما يظهر في العبارة "مازال نبضي مزهرا"، رغم مرارة الخيانة.
4. الرسالة:
- النص يدور حول فكرة أن الحب لا يجب أن يكون مبنيًا على الخداع أو الزيف، وأن القلب يجب أن يُعطي من يستحقه فقط، وأن الشخص الذي يبيع الأوهام ليس له مكان في حياة الشاعر.
- كما يُظهر الشاعر في النهاية أن الخيانة لا تقتل الحب الحقيقي، بل قد تجعله أقوى وأكثر إشراقًا.
الخلاصة:
قصيدتك هي تعبير عن القوة الداخلية بعد الخيانة والتجاوز. الشاعر يستخدم الرمزية والأسلوب الخطابي للتأكيد على رفضه للأوهام التي تم ترويجها له، ويُظهر في النهاية كيف يمكن للنور الداخلي أن يسطع بعد الظلام، وأن الأوهام لا تملك القوة على إطفاء إشراقة القلب الصادق.
0 تعليقات